ثم يقول لسيف الدولة: لقد جدت حتى فاض جودك في كل أمة، وعممت به أهل كل ملة، وأتاك الحمد من جميع ملوك الفرق على حسب نطقهم، وأهدوا إليك الشكر بمبلغ وسعهم.

رَأَى مَلِكُ الرُّومِ ارْتِيَاحَكَ للنَّدَى ... فَقَامَ مَقَام المُجْتَدي المُتَمَلَّقِ

الارتياح: الطرب، والمجتدي: السائل، والمتملق: المتصنع بإظهار المحبة.

ثم قال: رأى ملك الروم ارتياحك للبذل، وبدارك إلى الإنعام والفضل، فقام يسلك

مقام المجتدي لك، ويتوددك بالملق فعل المستجير بك.

وَخَلَّى الرَّمَاحَ السَّمْهَريَّةَ صَاغِراً ... لأَدْرَبَ مِنْهُ بالطَّعَان وأَحْذَقِ

السمهرية: الرماح الصلاب.

فيقول، مخبراً عن ملك الروم: أنه عاد بمسألة سيف الدولة، وخضع لطاعته، وخلى الرماح السمهرية له، عالماً بأنه أَحذق منه بالطعن بها، وأدرب في التصريف لها.

وَكَاتَبَ مِنْ أَرْضٍ بَعْيدٍ مَرَامُها ... قَرِيبٍ عَلَى خَيْلٍ حَوَالْيكَ سُبَّقِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015