والتستر بالسدل منقول عن عائشة رضي الله عنها فعن مجاهد عنها أنها قالت: "كان الركبان يمرّون بنا ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن محرمات، فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جازوها كشفناه" (?) وإليه يرجع معنى الأثر المروي عن ابن عباس.

والجلباب اختلفوا في تفسيره فقيل: هو الخمار، وقيل: ثوب واسع دون الرداء تغطي به المرأة صدرها وظهرها، وعن ابن شميل أنه ثوب أقصر من الخمار وأعرض تغطي به المرأة رأسها، وقال صاحب "الصحاح": الجلباب: الملحفة، والمصدر الجلببة (?).

وقوله: "وما لا تضرب به؟ " يريد ما معنى قولك: لا تضرب به.

وقوله: "فأشار لي كما تجلبب المرأة" أي: وصف بالإشارة جلببتها على الرأس ثم أشار إلى ما يحاذي الخدّ من الجلباب فقال: لا تغطيه، كأن المعنى أن الغطاء يثقله فيقع على الوجه.

وقوله: "فتضرب به على وجهها" أي: تلقيه، قال تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (?) أي: يلقين.

وقوله: "فذلك الذي يبقى عليها" يجوز أن يقرأ "يُتَّقى" أي: يخشى منه عليها، ويجوز أن يقرأ "يبقى" أي: هو الذي يوقع الجلباب على الوجه ويبقيه عليه، ولكن تبقيه مسدولًا على وجهها غير مقلوب ولا معطوف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015