فليس فيها إلا الكسر، وأن ميمها إذا فسرت بما بين الظلف أصلية.
وقوله: "حسنتين" أي جيدتين، وقيل: الحسن: العظم في المرفق مما يلي البطن، والقبيح: عظم المرفق مما يلي الكتف وهما عاريان عن اللحم ليس عليهما إلا دسم قليل، ومقصود الكلام التوبيخ ومعناه أن أحدهم لو علم أنه يجد عظمًا قليل المنفعة لتسارع إليه فكيف يتكاسل عن الصلاة على عظم فائدتها، وأن أحدهم يسعى في إحراز سبق الدنيا فكيف يرضى لإهمال سبق الآخرة، وتخصيص العشاء في قوله: "لشهد العشاء" إشارة إلى أنه يسعى إلى الشيء الحقير في ظلمة الليل وهيبته فيكيف يرغب عن الصلاة، وفي بعض الروايات أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خصّص ذلك بصلاة العشاء فقال: آمر بصلاة العشاء فيؤذن لها ... إلا آخره واحتج بذلك على فضيلة هذِه الصلاة.
وقوله في رواية ابن حرملة: "بيننا وبين المنافقين شهود العشاء والصبح" يعني الآية والعلامة، فإنهم لا يشهدون امتثالًا للأمر ولا احتسابًا للأجر ويثقل عليهم الحضور في وقتهما فيتخلفون.
[215] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة" (?).
[216] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هُرَيْرَةَ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: "صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءًا" (?).