وأبواب التيمم في "الأم" (?) معقبة بباب مترجم بـ "جماع ما يصلى عليه ولا يصلى من الأرض" والباب مصدر بهذا الحديث فراعى أبو العباس الأصم ترتيب "الأم" وبين الشافعي أن الحديث روي مرة منقطعًا وأخرى موصولًا، ولا يضرُّ الانقطاع إذا ثبت الوصل في بعض الروايات.

وقوله: "الأرض كلها مسجد" أي: موضع للسجود والصلاة، ومثله ما روي عن عائشة أنها ربما كانت حائضًا وهي مفترشة بحذاء مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي (?). والمقصود: موضع صلاته.

وهذا الخبر كما روي روي عن أبي هريرة وجابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي"، وفيه: "جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا" وهو مخرج في "الصحيح" (?) من روايتهما.

وقوله: "إلا المقبرة والحمام" المقبرة إن كانت نجسة لاختلاطها بصديد الموتى وما يخرج منهم فلا تجوز الصلاة فيها، وكذلك الحمام إن اشتمل على البول والدم والأنجاس، وإن كانا طاهرين فتجوز الصلاة مع كراهة، روي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها" (?) واحتج بعض الأصحاب بالخبر على أنه (1/ ق 34 - ب) إذا قال: جعلت هذا الأرض مسجدًا لا يصير وقفًا ومسجدًا لمجرد هذا اللفظ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015