قال: بكران من إبل الصدقة تخلفا، وقد مضى بإبل الصدقة فأردت أن ألحقهما بالحمى، وخشيت أن يضيعا فيسألني الله عنهما.

فقال عثمان: يا أمير المؤمنين هلم إلى الماء والظل ونكفيك.

فقال: عد إلى ظلك.

فقلت: عندنا من يكفيك.

فقال: عد إلى ظلك فمضى.

فقال عثمان: من أحب أن ينظر إلى القوي الأمين فلينظر إلى هذا، فعاد إلينا فألقى نفسه (?).

الشرح

العالية: ما كان من جهة نجد من قرى المدينة.

ويوم صائف أي: حار، وليلة صائف، وربما قيل: يوم صاف.

وقوله: "حتى يبرد" يجوز أن يقرأ: يبرد بفتح الياء أي: يبرد الهواء، ويجوز أن تضم الياء من الإبراد، يقال: أبرد بالشيء: إذا أتى به في برد النهار.

وقوله: "معممًا بردائه" يقال: عممته أي: ألبسته العمامة وتعمم بالعمامة واعتم بها، كأنه جعل طرف ردائه على رأسه من شدة الحر، ويجوز: معممًا أي: نفسه ومعممًا.

ولفح النار والسموم: شدة حرهما.

وفيه ذكر الحمى الذي حمى عمر -رضي الله عنه- لإبل الصدقة ونحوها، وبيان قوته وأمانته، وشدة خوفه من الله تعالى، وتواضعه وتحمل نفسه المشقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015