وقوله: "كأن رءوس نخلها رءوس الشيطان" ويروى: "روس الشياطين" قيل: أراد أنها مستدقة كرءوس الحيات، وتسمى الحية: الشيطان.
وقيل: أراد أنها قبيحة الهيئات وحشة كأنها رءوس الشياطين الهائلة المنظر.
وقوله: "تنشرت" من النُّشرة وهي التطبب بنوع من الاغتسال، قال (?): هيئات مخصوصة بالتجربة، وقد أجازها قوم من العلماء وكرهها قوم، وبروى عن جابر قال: "سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النشرة فقال: هو من عمل الشيطان" (?).
قال الخطابي: النشر: ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من يظن به مس الجن، ولو كانت الرواية: "هلا نشرت أو فسَّرت" بالتشديد لكان قريب بالمعنى مما روي في بعض روايات "الصحيح": "هلا أخرجته".
وفيه دليل على أن للسحر حقيقة وأثرًا، وعلى أنه لا بأس بظهور أثره على الرسل، وسبيله سبيل ما يلحق من العلل والأمراض، وفيه بيان قوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وصبره على الأذى وحمله.
وأما ما روي أنه أمر عمر بقتل كل ساحر وساحرة.
فقد قال الأصحاب: فعل السحر حرام بالإجماع، واعتقاد إباحته كفر، وإذا قال الرجل: أحسن السحر أو تعلمته استوصف، فإن وصفه بما هو كفر فهو كافر وإلا فلا، وفعل السحر أو تعلمه بمطلقه لا يوجب