[732] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذنه؛ فإنما أقطع له قطعة من النار" (?).
هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري (?) عن القعنبي عن مالك، ومسلم (?) من وجه آخر عن هشام بن عروة، وأبو داود (?) عن محمَّد بن كثير عن سفيان عن هشام.
وقوله: "إنما أنا بشر" أي لا أعرف الغيب إلا ما يوحى إليّ، وإنما أحكم بالظاهر.
وقوله: "ألحن بحجته" أي: أفطن، واللحَن: الفطنة، واللحْن بسكون الحاء الخطأ، وقد تفتح الحاء في المعنى الثاني، وقد تسكن في الأول، ومنه: "خير الحديث ما كان لحنًا".
والمقصود أنه قد يكون أقدر على الإيراد وإظهار الحجة، واحتج الشافعي بالحديث على أن حكم القاضي يجري على ظاهر الأمر، ولا يحل حرامًا في الباطن ولا يحرم حلالًا , حتى لو أقام مدعٍ ببينة زور