وأجيب بأن هذه الملاقاة تكون محمولة على قول الأقل، وهو أنه ولد سنة إحدى وستين، وأنه مات سنة سبع وستين، فيكون الإمام يوم السماع. ابن ست سنين، فتحقق السماع، مع أن الحمل على الإرسال هنا يمكن، فإن التابعي إذا استبان له الإسناد بطرق أرسل، وإذا قال: بطريق: أسند، وذكر إسناد السماع لا ينافي وجود الواسطة، وإن كان فيه نوع من النزاع.

- علامات المؤمن وعلامات المنافق

وذكر في المناقب انتقال معقلاً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "علامات المؤمن ثلاثة، إذا قال صَدَقَ، وإذا وَعَدَ وَفى، وإذا ائتُمِنَ أدَّى، وعلامات المنافق ثلاث، إذا قال كَذَبَ، وإذا وَعَدَ خَلَف وإذا ائتُمِنَ خَان".

وفي رواية الشيخين والترمذي والنسائي عن أبي هريرة: رقى صلى الله عليه وسلم أسترقى منه، وإنما رقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمعوذتين حين طبه بسندين أعظم، فيعلم الله إما إعلاماً يكون الاشتغال بالسبب مأذوناً فيه، كما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان الأفضل، ليعلم الجواز، وإما لأنه عليه السلام اطلع أن تقدير الله تعالى في الرقى، فكان ذلك امتثالاً للتقدير بالاشتغال، لا الأسباب والتدبير، وكل ما ورد من تداوي رسول الله صلى الله عليه وسلم، محمول على هذه الثانية.

قال الكردري: وذكر سيد الحفاظ الديلمي وبرهان الإسلام الغزنوي بأسانيدهم إلى الصحابة عن الإمام أنه قال: سمعت أنساً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله خالصاً مخلصاً مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الجَنَّة، وَلو تَوَكَلْتُم على الله حق توكله، لرزقكم كَمَا يَرزُقُ الطَيْر، تَغْدُو خِمَاصاً وتروحُ بِطَاناً".

أقول هذا الحديث: رواه البزار بسنده عن أبي سعيد، ولفظه: "من قال لا إله إلا الله مُخَلِصاً دَخَلَ الجَنَّة".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015