...
الاستدلال بأن ما عليه الضعفاء ليس حقاً
المسألة الثامنة
[الاسْتِدْلاَلُ عَلَى بُطْلاَنِ الشَّيْءِ بِأَنَّهُ لَمْ يَتَبِّعْهُ إِلاَّ الضُّعَفَاءُ، كَقَوْلِهِ: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} [الشعراء: 111] وَقَوْلُهُ: {أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا} [الأنعام: 53] ،
فَرَدَّ اللهُ بِقَوْلِهِ: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} [الأنعام: 53] .
الشرح
هذه المسألة عكس التي قبلها- وهي الاستدلال بالقوة على أن أصحابها على الحق- وفي هذه المسألة يستدلون بالضعف على أن الضعفاء ليسوا على الحق، لو كانوا على حق ما صاروا ضعفاء. هذا ميزان أهل الجاهلية، في معرفة الحق من الباطل، ولا يعلمون أن القوة والضعف بيد الله سبحانه وتعالى، وأن الضعيف قد يكون على الحق وهو ضعيف، وأن القوي قد يكون على الباطل، وهذا منطق قوم نوح لما دعاهم إلى الله {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} [الشعراء:111] يعني الضعفاء منا، فلو كنت على حق لاتبعك الأقوياء. وفي الآية الأخرى: {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِي