...
تَقَرُّبَهم إلى الله بفعل المحرم
المسألة الخامسة والثلاثون
[التَّعَبُّدُ بِكَشْفِ العَوْرَات، كقوله: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا} [الأعراف: 28] .
الشرح
يتعبد أهل الجاهلية بكشف العورات في الطواف؛ لأن الشيطان زين لهم أن من لم يكن من أهل الحرم، وجاء من الآفاق، فإنه لا يدخل الحرم بثيابه التي جاء بها؛ لأنه عصى الله فيها، فإن وجد من أهل الحرم من يعطيه ثوباً ليلبسه ويطوف به، وإلا فإنه يخلع ثيابه عند حدود الحرم، ويدخل عرياناً، كذا زين لهم الشيطان، حينما فعلوا هذه الفاحشة قالوا: وجدنا عليها آباءنا {وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا} [الأعراف: 28] .
فانظروا كيف سمى كشف العورة: فاحشة، وهي: ما تناهى قبحه. وكثير من الناس في هذا الزمان يعتبرونه رقيّاً وتحضراً!