...
الأخذ بالافتراق وترك الاجتماع
المسألة الثلاثون
[وَهِيَ مِنْ عَجَائِبِ آيَاتِ اللهِ! –أَنَّهُمْ تَرَكُوا وَصِيَّةَ اللهِ بالاجْتِمَاعِ، وَارْكَبُوا مَا نَهَى عَنْهُ مٍنَ الافْتِرَاقِ، وَصَارَ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحِينَ] .
الشرح
من عجائب آيات الله سبحانه وتعالى: أنهم لما تركوا الاجتماع على كتاب الله عز وجل، وشرعه المنزل على الرسل، والاعتصام به، ابتلاهم الله بالتفرق والتشتت والتناحر، والفرح بما هم عليه من الباطل. وهذه عقوبة لهم؛ لأن الإنسان إذا فرح بالباطل فإنه لا يتركه، أما إذا لم يفرح به وكان عنده تشكك منه، فهذا حريٌّ أنه يتوب ويرجع عنه، لكن إذا اطمأن إليه وفرح به، فإنه لا يتحول عنه، وهذه عقوبة من الله اطمأن إليه وفرح به، فإنه لا يتحول عنه، وهذه عقوبة من الله جل وعلا؛ لأن من ترك الحق يبتلى بالباطل، ومن ترك الاجتماع فإنه يبتلى بالتفرق والتشتت، والتناحر والتطاحن، فما تجد أناساً مختلفين فيما بينهم من أمور الدين والدنيا إلا وتجد بينهم العداوات والحزازات والبغضاء، بل ربما الاقتتال فيما بينهم، ولا تجد من يتمسك بالاجتماع على الكتاب والسنة