الإسلام، وهو الإمام أبو بكر الرازي رحمه الله، كتاب لم يصنف مثله قط إلى يومنا هذا، فليس الخبر كالمعاينة، ولن يصنف مثله إلى يوم القيامة.
فمن فاته قد فاته جل مطلب ... ومن ناله قد نال جل المآرب
ألا إن من أنشأه نحرير عالم ... فقد حاز في التبيان أقصى المراتب
أبو بكر الرازي لهو إمامنا ... إمام الهدى شيخ التقى ذو المناقب
ولكنه هجر، وفقد عن أيدي الناس في سائر البلاد، ولا يكاد يوجد إلا شاذا نادرا، وذلك كان بسبب تواني الطلبة وتكاسلهم، وقلة رغبتهم في التحقيق، واكتفائهم بالمختصرات التي لا تشبع ولا تقنع، والذي يوجد من نسخه أيضا لا يوجد إلا سقيما.
وإني قد أصلحت من نسختي مواضع تحتاج إلى الإصلاح بقدر وسعي، فما شذ منها فسأصلحه بعونه تعالى إذا فسحت لي المدة، أو يجيء من يصلحه فيصلحه إن شاء الله تعالى.
ثم أصلحت ما فات أولا سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بمصر، فصح إن شاء الله تعالى، كتبه أمير كاتب.
وكان أبو بكر الرازي أخذ العلم عن الشيخ أبي الحسن الكرخي، وهو