فمنها: حديث بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال: "لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون، ومن المهاجرين ستة، ومثلوا بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن كان لنا مثل هذا لنربين عليهم.

فلما كان يوم فتح مكة، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة، فقال رجل لا يعرف: لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأسود والأبيض آمن، إلا مقيس بن صبابة، وابن خطل، وقينتي فلان قد سماه، فأنزل الله تعالى هذه الآية: {وإن عاقبهم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين}.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصبر ولا نعاقب"

فهذا الخبر يوجب أنها فتحت بالسيف من وجوه:

أحدها: قوله دخلها عنوة.

والآخر: قول القائل: "لا قريش بعد اليوم".

والآخر: قول رسول الله عليه الصلاة والسلام: "الأسود والأبيض آمن إلا فلان وفلان وفلان"، ولو كان صلحا، لم يحتج إلى ذلك، ولدخل مقيس ومن ذكر معه في الصلح، فلم يجز قتلهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015