ثم قدم أبو سفيان مكة، فأخبرهم بما صنع، فقالوا: والله ما رأينا اليوم كوافد قوم، ما أتيتنا بحرب فنحذر، ولا أتيتنا بصلح فنأمن، ارجع.
قالوا: وقدم بعد ذلك وافد خزاعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
اللهم إني ناشد محمدًا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
إن قريشًا أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وهم أتونا بالوتير هجدا ... فقتلونا ركعًا وسجدا
قال: فقاله له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد نصرت يا عمرو بن سالم.
قال: ورأى سحابة، فقال: إن هذه السحابة لتشهد بنصر بني كعب، وأنشد في ذلك شعرًا لحسان يقول فيه:
أتاني ولم أشهد ببطحاء مكة ... رجال بني كعب تحز رقابها