"أتحلفون وتستحقون دم صاحبكم"، وقد قال الله تعالي:} ولا تقف ما ليس لك به علم {وقال:} إلا من شهد بالحق وهم يعلمون {وقال:} إن الظن لا يغني من الحق شيئا {.
* ففي هذا الفصل معنيان تردهما الأصول:
أحدهما: أنهم قد قالوا: لم يشهد هناك منا احد، ثم قالوا: هم قتلوه، ظنًا منهم بأنهم القاتلون.
ولو كان هذا الخبر صحيحًا لما ترك النبي صلي الله عليه وسلم النكير عليهم، وقال لهم: "لا تدعوا عليهم القتل بالظن والحسبان".
والثاني: وهو أشنعهما، أنه عرض عليهم الأيمان على أنهم قتلوه، مع علمه بأنهم لم يشهدوا ذلك، ولم يعلموه، فكيف يجوز أن يبيح لهم الإخبار عن الشيء بما لا يؤمن أن يكونوا كاذبين فيه، ثم الحلف عليه؟