قاما الزيدان، قاموا الزيدون، ماذا فعل؟ ألحق بالفعل علامة يعني حرفًا يدل على أن الفاعل الظاهر جمع، نقول: هذا شاذّ. حينئذٍ التركيب كله الكلام نقول: ليس فصيحًا. ليس الحرف فقط ليس فصيحًا، لا، تركيب كله هذه الجملة الفعلية قاموا الزيدون نقول: هذا الكلام ليس فصيحًا، لماذا؟ لضُعْف تأليفه، لأنه أُلِّفَ ورُكِّبَ على غير سنن العرب، قاما الزيدان نقول: هذا التركيب كله الجملة الفعلية ليست فصيحة، فالكلام ليس فصيحًا لماذا؟ لفقد شرط لكونه أُلِّفَ على غير ما اشتهر من كلام العرب. إذًا بأن يكون التأليف مخالفًا للقياس الصحيح من الأقيسة النحوية المشهورة عند جمهور النحاة، كإلحاق علامتي التثنية والجمع بالفعل المسند للفاعل الظاهر نحو: ((أَكَلُونِي الْبَرَاغِيث)). وهي غير فصيحة، كذلك عود الضمير على متأخر لفظًا ورتبة وحكمًا، ضرب غلامه زيدًا، ضرب غلامه زيدًا قالوا: هذا كلام غير فصيح، لماذا؟ لأن سند العرب إذا استعملت الضمير إنما ترده إلى متقدم، إما في اللفظ وهو الرتبة، إما في الرتبة دون اللفظ. وهنا قد رجع إلى متأخر في اللفظ والرتبة معًا، لأن ضرب غلامُهُ زيدًا، الضمير يعود إلى ماذا؟ إلى زيد وهو مفعول به، إذًا عاد عليه في اللفظ والرتبة، اللفظ يعني: النطق، وهنا نُطِقَ بزيد متأخرًا في محله، والرتبة التي هي المكانة المنزلة، وهي كون المفعول به يتلو الفاعل، لو قال ضرب زيدًا غلامُهُ فصيح؟ نقول: نعم فصيح لماذا؟ لأن هنا عاد على متأخر في الرتبة دون اللفظ لأن غلامه، ضرب زيدًا غلامه الضمير هنا يعود على ... ماذا؟ على متقدم في اللفظ لكنه متأخر في الرتبة فانفكت الجهة، حينئذ نقول: عاد على متأخر في اللفظ والرتبة معًا فهو شاذٌّ، وأما إذا عاد على متأخر في الرتبة دون اللفظ كالمثال الذي معنا نقول: هذا ليس بشاذٍّ، ... {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ} [البقرة: 124] عاد على متأخر في الرتبة دون اللفظ لأن تكلم به متقدمًا. إذًا إذا عاد الضمير على متأخر في اللفظ والرتبة نقول: هذا ضُعْف تأليف وهذا الكلام لا يُسَمَّى فصيحًا كالمثال الذي ذكرناه: ضَرَبَ غُلامُهُ زيدًا. وهنا عاد الضمير على متأخر في اللفظ والرتبة وهو ضعيف على الصحيح عند الجماهير. إذًا هذا الشرط الثاني (وَلَمْ يَكُنْ) يعني: الكلام تأليفه يعني تركيبه أي الكلام سقيمًا يعني: ضعيفًا، ومتى يكون تأليف الكلام سقيمًا ضعيفًا إذا خالف السنن لغة العرب، وهو ما كان عليه جمهور النحاة من القواعد العامة عندهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015