أمرها كما جاءت، وجاء عن جمع من سلف هذه الأمة بهذا اللفظ: "أمروها كما جاءت" تمر كما جاءت، "حقاً كما نقل الطراز الأولُ" تمر كما جاءت؛ لأن عندنا التشبيه وهو أن يقال: يد كيد المخلوق، نزول كنزول المخلوق مثلاً هذا تشبيه، وهناك تعطيل بأن يقال: لا يد ولا نزول من غير تأويل، وهناك من يتأول، ومآله إلى التعطيل، الذي يأول اليد بالنعمة مثلاً هو لا يثبت اليد يثبت النعمة لا يثبت اليد، متى تأول الصفة بغيرها فقد عطل الصفة، لكن فرق بين من يعطل عناد يقول: لا يد لئلا يشبه المخلوق بالخالق {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى] والذي يتأول مع أن مآله إلى التعطيل فيقول: اليد جاءت في كلام العرب يراد بها النعمة، لا شك أنه يفر بهذا من إثبات الصفة، ومآله إلى التعطيل، ولم يصل إلى التعطيل حتى مر بقنطرة التشبيه؛ لأنه تخيل أن اليد لا يمكن إثباتها إلا على ما يليق بالمخلوق، مع أن هذا الكلام ليس بصحيح من أصله.
الإمام ابن خزيمة في كتاب (التوحيد) لما ذكر الوجه لله -جل وعلا- {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [(27) سورة الرحمن] قال: وجه يليق بالله -جل وعلا-، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى] وإذا تصورنا عدم المشابهة بين المخلوقات، فعدم التشابه بين الخالق والمخلوق من باب أولى.