وجه الخصوص، لا لأنه أبو هريرة؛ بل لما يحمله من العلم والدين الذي بلغنا بواسطته، هذا هو السبب الذي يجعل أبا هريرة موضع لسهام الأعداء.
يقول: "حب الصحابة" الصحابة جمع صحابي، والصَحْبُ جمع صاحب، كركب جمع راكب، والصحابة جمع صحابي.
حبهم "كلهم" يعني بدون استثناء، والمراد بالصحابي: من رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- مؤمناً به ومات على ذلك، مات على الإيمان، مؤمنًا ليخرج بذلك المنافق الذي رأى النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهو لا يؤمن به، والمراد بالإيمان الإيمان القلبي، والدعوة المجرد باللسان لا تنفع ولا تفيد، ولذا صار حكم المنافقين في الدرك الأسفل من النار -نسأل الله السلامة والعافية-، ولو شهدوا أن لا إله إلا الله مع الناس، ولو صلوا مع الناس، ولو حضروا مجالس النبي -عليه الصلاة والسلام-.
حب الصحابة كلهم لي مذهب ... . . . . . . . . .
قدم الناظم الصحابة من باب الاعتراف بحقهم وفضلهم، وقلنا: أن لو تصورنا إن الصحابة ما وجدوا، أو ما وجد منهم من يحمل هذا العلم والدين كيف يكون حال مَن بعدهم؟ إذا كانت الأمة بِأَمَسِّ الحاجة إلى العلم وإلى أهل العلم في أواخر عصورها، فكيف بمن كان الواسطة بين الأمة وبين نبيها -عليه الصلاة والسلام-؟، تصور نفسك في بلد ليس فيه من تستفتيه إذا أشكل عليك شيء، أقول: تصور نفسك في بلد ليس فيه من يستفتى وأشكل عليك مشكلة في دينك؟