قد يسأل الشخص للاختبار، يسأل للامتحان، وهذا من وسائل التعليم، يسأل عن شيء يعرفه لا يريد بذلك إعنات المسئول، ولا إظهار علم السائل، وإنما يريد امتحان المسئول لينظر ما عنده من علم، والامتحان معروف عند أهل العلم، واختبار الإمام البخاري بقلب مائة حديث عليه في القصة المشهورة معروف، والمعلم يمتحن طلابه، وقد يلقي الدرس على طريق السؤال والجواب، وهذه طريقة ناجحة، طريقة التعليم على هيئة سؤال وجواب، والأصل فيها حديث جبريل -عليه السلام- لما سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- الأسئلة الثلاثة المعروفة؛ لأن بعض الناس يقول: إن هذه الطريقة جاءتنا من وسائل التربية الحديثة الوافدة علينا، التعليم بطريقة الحوار والسؤال والجواب هذه يقول: طريقة مستحدثة اكتسبناها من المربين، سواء كانوا من المسلمين أو من غيرهم، نقول: لا، هذه طريقة شرعية.
. . . . . . . . . ... رزق الهدى من للهداية يسأل
يسأل للدلالة على الحق، الذي يسأل للدلالة على الحق فقط؛ هذا يرزق الهدى فيهديه الله -جل وعلا- إلى صراطه المستقيم، ويلزمه هذا الصراط والاستقامة على الدين.
اسمع كلام محقق في قوله ... . . . . . . . . .
(اسمع) أمر بالسمع، وهل المقصود السمع أو الاستماع؟ يعني هل المقصود اسمع وإلا استمع؟ نعم المقصود الاستماع، المراد هنا الاستماع، أما مجرد السمع فلا يكفي، والفرق بينهما أن السماع قد يكون عن غير قصد، فلا يستفيد السامع، وأما الاستماع المقصود للإفادة هذا هو الذي يفيد السامع، ولذا يقول أهل العلم: يسجد المستمع دون السامع، وقل مثل هذا أي بعكس هذا: يأثم المستمع دون السامع، كيف؟ إذا كان الكلام يعني بالمقابل فيه إثم، أغاني مثلاً أو موسيقى أو كلام بذيء أو فاحش الذي يستمع له يأثم، لكن الذي يسمعه وهو مار في الطريق، دائماً تسمعون بعض الناس في سيارته يشغل آلاته على الأغاني مثلاً، أنت وش بيدك تقدر تمنعه وإلا ترده؟ أنت تسمع لا تستمع، لكن إن استمعت، وأعجبك وأطربك أثمت، لكن مجرد السماع لا يضرك -إن شاء الله تعالى- لا سيما الإنكار القلبي إن لم يتيسر الإنكار بالقول.