وقال ابن المعتز (?): (من المتقارب)
إِذا كُنتَ ذا ثَروَةٍ في الورى ... فَأَنتَ المُسَوَّدُ في العالَمِ
وَحَسبُكَ مِن نَسَبٍ صورَةٌ ... تُخَبِّرُ أَنَّكَ مِن آدَمِ
وما يبعد أنّ الطغرائي رحمه الله كان ذا نفس شريفة سخيّة، وهمة عالية، يؤثر المال؛ لينفقه في مصارفه.
ومن شعر الناظم (?) رحمه الله تعالى: (من الطويل)
سأحجُبُ عنّي أُسرتي عند عسرتي ... وأبرز فيهم إِنْ أصبت ثراءَ
ولي أُسوةٌ بالبدر يُنفق نورَه ... فيخفَى إِلى أن يستجدَّ ضياءَ
وهذه نفوس الأشراف، تظهر عند الثروة، طلبا للإنفاق، وتخفى عند الفقر، طلبا لكتمان حالها، فلا يكلف الناس سؤالا.
ولمّا أنشد الغزالي البيت المشهور (?): (من الكامل)
خلتِ الديار فسدتُ غير مُسَوَّدِ ... ومن الشقاء تفَرُّدي بالسؤدَدِ
قلت: وهذا البيت أنشده المستظهري (?) لمَّا ولي تدريس النظامية، وهو لسفيان الثوري، وعلم أنه لم يترفع إنما أراد أنه / تفرد بالسؤدد على زعمهم، وقولهم، فخاطبهم على ما [20 أ] في نفوسهم، قال الرافعي: سمعت الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن القاضي الحسين يقول: أتى القاضي رحمه الله رجلٌ فقال: حلفت بالطلاق أنه ليس أحد في الفقه والعلم مثلك، فأطرق رأسه ساعة ثم قال: هكذا فعل موت الرجال، لا يقع طلاقك، وقول الطغرائي: وأبرز فيهم إن أصبت ثراءً
من قول الآخر، وهو أبو تمام (?): (من البسيط)
إِنَّ الكِرامَ إِذا ما أَسهَلوا ذَكَروا ... مَن كانَ يَألَفُهُم في المَنزِلِ الخَشِنِ