بشيء، قال: وقد بالغ المصنف حيث ضرب لمجدة مثلا بالشمس، وإنه مثل لا يخفى على ذي عقل، ولا يسعه إنكاره، كما قيل (?): (من الوافر)

وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَذهانِ شَيءٌ ... إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ

انظر إلى قول أبي تمام (?) في هذا المعنى: (من الطويل)

أَنا اِبنُ الَّذينَ اِستُرضِعَ المجدُ فيهِمُ ... وَسُمِّيَ فيهِم وَهوَ كَهلٌ وَيافِعُ (?)

مَضَوا وَكَأَنَّ المَكرُماتِ لَدَيهِمُ ... لِكَثرَةِ ما أَوصَوا بِهِنَّ شَرائِعُ

فَأَيُّ يَدٍ في المَجدِ مُدَّت فَلَم تَكُن ... لَها راحَةٌ مِن مجدِهِم وَأَصابِعُ (?)

/ هُمُ اِستَودَعوا المَعروفَ مَحفوظَ مالِنا ... فَضاعَ وَما ضاعَت لَدَينا الوَدائِعُ [9 أ]

واعلم أنّ عند الأكثرين أنّ أبا تمام كان أبوه نصرانيا، يقال له نقدوس (?) العطار من جاسم، قرية من قرى حوران بالشام فغير اسم أبيه واندسّ في بني طيء، قال، ومن مشهور الحكايات، قال بعضهم: كنت ليلة جالسا عند بعض ولاة الطرق، وقد جاء غلمانه برجلين فقال لأحدهما مَن أبوك، فقال (?): (من الطويل)

أنا ابن الذي لا يُنزل الدّهرُ قِدره ... وإن نزلتْ يوماً فسوف تعود

ترى الناس أفواجاً على بابِ دارِه ... فمنهم قيامٌ حولها وقعود

فقال الوالي ما كان أبو هذا إلاّ كريما، ثم قال للآخر: من أبوك، فقال (?): (من المنسرح)

أنا أبن من ذلَّت الرقابُ له ... ما بين مخزُومها وهاشِمها

خاضعة أذْعَنَتْ لطاعَتِهِ ... يأخذ من مالِها ومن دمها

فقال الوالي ما كان أبو هذا إلاّ شجاعاً، وأطلقهما، فلما انصرفا، قلت للوالي: أمّا الأول فكان أبوه يبيع الباقلاّء المصلوق، وأما الثاني فكان أبوه حجاما، فقال الوالي (?): ... (من المنسرح)

كن ابن من شئت واكتسب أدباً ... يُغنيك مضمونُه عن النَّسبِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015