وقال عمرو [بن العاص] (?) رضي الله عنه: ما استودعت رجلا سراً فأفشاه فلمته؛ لأني كنت به أضيق صدراً حيث استودعته إياه، أخذه الشاعر فقال (?): (من الطويل)

إِذا ضاقَ صَدرُ المَرءِ عَن سِرِّ نَفسِهِ ... فَصَدرُ الَّذي يُستَودَعُ السِرَّ أَضيَقُ

وقال آخر (?): (من الوافر)

إذا ما ضاق صدرُك عن حديثٍ ... فأفشتهُ الرجالُ فمنْ تلومُ

إذا عاتبتُ من / أفشى حديثي ... وسري عنده فأنا الظلومُ ... [71 أ]

قال ابن المحجلي العنتري (?): (من السريع)

من لزم الصمت اكتسى هيبةً ... تخفي عن الناس مساويه

لسان من يعقل في قلبه ... وقلب من يجهل في فيه

ومن الكلم النوابغ: ربّ كلام أوردك مورد القتال أو ردّك عن مورد القذال (?)، ومنها يا بني قِ فاك ما يقرع قفاك، [ومنها] ملاك حسن السمت (?) إيثار الصمت، قال أبو العلاء المعري (?): (من الوافر)

فظُنّ بسائِرِ الإخْوانِ شَرّاً ... ولا تأمَنْ على سِرٍّ فُؤادا

وقال آخر (?): (من الكامل)

ابخلْ بسرك لا تَبُح يوما به ... فصغيره يأتي بكل عظيم

أوما ترى سرَّ الزِّناد إذا فشا ... يأتي وشيكاً سقطه بجحيم

وقال الطغرائي (?): (من الوافر)

ولا تستودِعَنَّ السِرَّ إلّا ... فؤادَك فهو موضِعُه الأمينُ

إِذا حُفَّاظُ سِرِّك زيدَ فيهم ... فذاك السرُّ أضيعُ ما يكونُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015