وأَدنَاهُ أَن تُحِبَّ عَلَى شَيءٍ مِنَ الجَورِ، أَو تُبغِضَ عَلَى شَيءٍ مِن العَدلِ، وَهَل الدِّينُ إِلا الحُبُّ وَالبُغضُ؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران:31]» (?).
وَهَذَا نَصٌّ فِي أَنَّ مَحَبَّةَ مَا يَكرَهُهُ اللَّهُ وَبُغضَ مَا يُحِبُّهُ مُتَابَعَةً لِلهَوَى، وَالمُوَلاةَ عَلَى ذَلِكَ وَالمُعَادَاةَ عَلَيهِ مِن الشِّركِ الخَفِيِّ.
وقَالَ الحَسَنُ: اعلَم أَنَّكَ لَن تُحِبَّ اللَّهَ حَتَّى تُحِبَّ طَاعَتَهُ (?).
وَسُئِلَ ذُو النُّونِ [المِصْرِيُّ]: مَتَى أُحِبُّ رَبِّي؟ قَالَ: إِذَا كَانَ مَا يُبغِضُهُ عِندَكَ أَمَرَّ مِن الصَّبِر (?).
وَقَالَ بِشرُ بنُ السَّرِيِّ: لَيسَ مِن أَعلامِ الحُبِّ أَن تُحِبَّ مَا يُبغِضُهُ حَبِيبُكَ (?).
وَقَالَ أَبُو يَعقُوبَ النَّهرَجُورِي: كُلُّ مَن ادَّعَى مَحَبَّةَ اللَّهِ وَلَم يُوَافِق اللَّهَ في أَمرِهِ فَدَعوَاهُ بَاطِلٌ (?).
وَقَالَ يَحيَى بنُ مُعَاذٍ: لَيسَ بِصَادِقٍ مَن ادَّعَى مَحَبَّةَ اللهِ, وَلَم يَحفَظ حُدُودَهُ (?).
وَقَالَ رُوَيمٌ: المَحَبَّةُ المُوَافَقَةُ في جَمِيعِ الأَحوَالِ، وَأَنشَدَ: