وقد جَاءَ هذا المعنى مرفوعاً إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم صريحاً أنَّه قَالَ: «مَن قَالَ: لا إله إلا الله مُخْلِصاً دَخَلَ الجنَّة»، قيل: مَا إِخلاصُها يَا رَسُولَ الله؟، قَالَ: «أن تَحْجِزَكَ عن كُلِّ مَا حَرَّمَ الله عَلَيكَ»، وهذا يُروى من حديثِ أَنَسِ بنِ مَالكٍ (?)، وزَيدِ بنِ أَرقَمٍ (?)، ولكنَّ إِسنَادَهما لا يَصِحُّ، وجَاءَ أيضاً من مَرَاسِيلِ الحَسَنِ نحوُه (?).
Qذكر المؤلِّف رحمه الله -في هذا المقطع- جواباً رابعاً عن هذه الأحاديث -وهو قول طائفةٍ من العلماء- أن هذه الأحاديث المطلقة قد ورد ما يُقيِّدُها في أحاديث أخر، وقد أشار المؤلِّف إلى بعضِها.
فكلُّ حديثٍ يَرِدُ فيه ذكر الوَعْدِ على مجرَّد قول: «لا إله إلا الله» لابد أن يُقيَّدَ بمثل هذه الأحاديث التي فيها ذكر «اليقين»، أو ذكر «الإخلاص»، أو ذكر «الصدق» ونحوها، مع أنَّنا إذا نظرنا في هذه الأحاديث التي هي محور البحث ومناط الكلام نجد أن هذه القيود موجودة فيها أو في بعضها، كقوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله حَرَّم على النَّارِ مَن قال: «لا إله إلا الله» يبتغي بذلك وجه الله».
فقوله: «يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله»، هذا هو معنى الإخلاص، فالقيدُ إذاً موجودٌ في نفس السِّياق، وكذلك هذه القيود التي أشار إليها المؤلِّف هي موجودةٌ في هذه الأحاديث، بعضُها صريحٌ، وبعضُها مفهومٌ من السياق.