وَلا بَدَرَت مِن فِيّ بَعدَكَ لَفظَةٌ ... لِغَيرِكَ إِلاَّ قُلتُ قَد سَمِعَانِي
وَلا خَطَرَت مِن ذِكرِ غَيرِكَ خَطرَةٌ ... عَلَى القَلبِ إِلاَّ عَرَّجَا بِعَنَاني (?)
Qهذه الجمل المتقدِّمة فيها تأكيدٌ لما سبق؛ من أنَّ مما يُعِينُ على الكفِّ عن الحُرُمات؛ ويُعِينُ على غضِّ البصر، وحفظِ الفرج، وحفظِ الجوارح عن معاصي الله = هو استحضار اطلاع الله على عبده وسماعه وبصره وعلمه، فاستحضار العبد لمعاني هذه الأسماء هو أعظم سببٍ يَكُفُّه عن المحرَّمات، ويجعله يحجم ويمتنع، ويتذكر أن الله يراه، وأنه يسمعه، وأنه يعلم سره وعلانيته، فيستحيي من ربه.
فبقدر عِلْمِ العبدِ بذلك ويقينِه وشعورِه تكون حاله مع أوامر الله ونواهيه، من الوقوف عند حدوده والقيام بطاعته سبحانه وتعالى.
وقد ذكر المصنِّفُ -رحمه الله- جملة من الشواهد على هذا المعنى من أقوال بعض العُبَّاد، وبعض المأثورات.
وبعض هذه الأحاديث التي استشهد بها المؤلِّف وإن كانت ضعيفةً إلا أنَّ أهل العلم لا يرون مانعاً من الاستشهاد بالأحاديث وإن كانت ضعيفة في تقرير وتأكيد الأمر الثابت، مثل ما يكون في أحاديث الترغيب والترهيب مثلاً.
وأما الأحكام والعقائد فلا تُثبَت إلا بالأدلة الصحيحة، لكن هناك من الأدلة ما يُذكَر للاعتضاد والاستشهاد لا للاعتماد، فالقضية العَقَدِيَّة - عِلْمِيَّة