سبب الشبهة أحد أمرين: قلة في العلم أو ضعف في البصيرة، فكل شبهة تنشب أظفارها في قلب عبد إنما هي لأجل ضعف في علمه، أو ضعف في بصيرته، فمن كان على علم راسخ وبصيرة نبوية نجا من الشبهات.
ومآل الشبهات الكفر أو النفاق أو البدعة، فمن أنشبت الشبه أظفارها في قلبه فإما أن يقع في الكفر، وإما أن يقع في البدعة، وإما أن يقع في النفاق، فما كفر من كفر ولا ابتدع من ابتدع ولا نافق من نافق إلا لأجل شبهة في قلبه أوجبت هذا الأمر، ولا نجاة للعبد من الشبهات إلا بتجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، فإذا اقتفى العبد أمر النبي صلى الله عليه وسلم وهديه ظاهراً وباطناً، وحكّم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في دق أمره وجليله، وفي ظاهر أمره وباطنه؛ فإنه ينجو من الشبهة، وقد تكلم ابن القيم رحمه الله كلاماً جيداً في إغاثة اللهفان في المجلد الثاني في صفحة ستين ومئة (160) عن فتنة الشبهة، وطريق النجاة منها، فمراجعته مفيدة.