قال رحمه الله: فإن قال: (أنا لا أعبد إلا الله، وهذا الالتجاء إلى الصالحين ودعاؤهم ليس بعبادة) الشبهة هي قوله: أنا ألتجئ إليهم، والالتجاء والدعاء ليس عبادة فمناقشتهم ستكون كما يلي: قال رحمه الله: (فقل له: أنت تقر أن الله افترض عليك إخلاص العبادة وهو حقه عليك) أما دلالة هذا فلا أظن أحداً يؤمن بالله ورسوله ينكر أن الله افترض عليه إخلاص العبادة؛ لأن الله نص في كتابه فقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة:5] ، وأما كون إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى حقه فكما تقدم معنا في حديث معاذ: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً) فهي أمره وحقه سبحانه وتعالى.
ثم قال رحمه الله: (فإذا قال: نعم.
فقل له: بيِّن لي هذا الذي فُرض عليك وهو إخلاص العبادة لله وحده، وهو حقه عليك، فإنه لا يعرف العبادة ولا أنواعها) لا شك أن الذي يقول: إن دعاء غير الله سبحانه وتعالى ليس عبادة لا يعرف العبادة ولا أنواعها؛ ولذلك لم يترك له رحمه الله مجالاً للجواب فقال: (فإنه لا يعرف العبادة ولا أنواعها) .