وتقول: لا تأكل السمك وتشرب اللبن, فهذا نهي عن الجمع, ولو كان: وتشرب اللبن, لكان قد نهاه عن كل واحد منهما.

وقال جرير:

ولا تشتم المولى وتبلغ أذاته ... فإنك إن تفعل تسفه وتجهل

والأجود في مثل هذا الجزم, لأنه ينهاه عن كل واحد منهما.

وقال الحطيئة:

أم أك جاركم ويكون بيني ... وبينكم المودة والإخاء

والأبلغ في مثل هذا النصب, لأنه يذكر بجوار منعقد بإخاء.

وقال دريد بن الصمة:

قتلت بعبد الله خير لداته ... ذؤابا فلم أفخر بذاتك وأجزعا

فالأحسن في هذا النصب على [معنى] أنه لم يجتمع الفخر مع الجزع, لأنه قد فخر حيث قال:

قتلت بعبد الله خير لداته

فهو أبعد من المناقضة.

وتقول: لا يسعني شيء ويعجز عنك, فلا يجوز في مثل هذا إلا النصب, ولكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015