عطف فعل على فعل, ولو كان اسمًا لم يجز, كقولك: ما أنت منا فتنصرنا, لا يجوز بالرفع على النفي.
وتقول: ما تأتينا فتكلم إلا بالجميل, فهذا على إيجاب التكلم بالجميل, لإدخال (إلا) بعد حرف النفي.
ومثله قول الفرزدق:
وما قام منا قائم في ندينا ... فينطق إلا بالتي هي أعرف
وتقول: لا تأتينا فتحدثنا إلا ازددنا فيك رغبة, ولا يصلح على الوجه الآخر من أجل: إلا.
وقال اللعين:
وما حل سعدي غريبًا ببلدة ... فينسب إلا الزبرقان له أب
فهذا على وجهين:
أحدهما: أنه إذا حل الغريب ببلدة انتسب إلى الزبرقان لشرفه.
والوجه الآخر: إذا حل غريبًا, كان الزبرقان له أبا, لحنوه عليه, فهذا على المبالغة في تعطف الزبرقان عليه في [كل] بلدة.