وتقولُ: ما كانَ زيدٌ ليفعل كذا, على إضمارِ: أن, ولا يجوزُ إظهارُها في هذا الموضعِ؛ لأنَّ الكلامَ محمولٌ على تأويلِ الخبرِ؛ إذ لو كان على صريحهِ؛ لجاز في الإثباتِ, فلما كان الإثباتُ إنما هو: كان زيدٌ سيفعلُ, والنفيُ: ما كان زيدٌ ليفعلَ؛ كان محمولاً على التأويل.

وإنما اختصَّ النفيُ بذلك؛ لأنه واقعٌ على الخبرِ, وقد تراخى عنه حرفُ النفي, فدخلت اللامُ لتعقده بمعنى حرف النفي.

ونظيرُه: إيَّاك وزيداً, في إضمارِ عاملٍ لا يجوزُ إظهارُه في بعضِ المواضعِ, ويجوزُ في غيره, فتقولُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: 5] على إظهارِ العاملِ, ولا يجوزُ إظهارُه في التحذيرِ إذا قُلتَ: إيّاكَ أن تفعلَ, وإيّاك وزيداً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015