أيهم تأت يُكرمك, وبمنزلةِ: أيُّ منْ إنْ يأتهِ زيدٌ يُعطهِ تأتِ يُكرمك؟ .
ولمَ جازَ: أيهنَّ فُلانةُ؟ بالتذكيرِ مع وقوعه على المؤنثِ الحقيقيِّ؟ وهل ذلك لأنه مُبهمٌ يُحملُ على التأويلِ, مع شبههِ حروف الاستفهامِ؟ ولمَ جازَ مثلُ ذلك في قولك: كلهُنَّ؟ وهل ذلك لإخلاصه بالعمومِ كما يَخلصُ (بعضٌ) للخصوصِ في قولكَ: بعضهنَّ؟ .
وما وجهُ قول بعض العرب: أيتهنَّ فُلانةُ, وكُلتُهُنَّ هناك؟ وهل هذا على التأنيثِ بعلامةٍ, والأولُ على التأنيثِ بغير علامةٍ, فالذي بغير علامةٍ مَحمولٌ على اللفظِ. والذي بعلامةٍ محمولٌ على المعنى, كالقراءة في: {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} [الأحزاب: 31] , فهذا على اللفظِ, و {مَنْ تَقْنُتْ} بالتاءِ على المعنى؟ .