حتى تقول: مررت بك وبزيدٍ، وهذا أبوك وأبو عمروٍ؟ وهل ذلك لأنه لما ضَعُفَ في المضمر المرفوع؛ لشدة اتصاله، مع أن له منفصلاً يجوز أن يُبنى على الفعل كما يبنى المتصل، ثم صار الأمر إلى المجرور، وله مثلُ ذلك في شدةِ الاتصال من غير أن يكون له منفصلٌ؛ حدث سبب آخر يقتضي الضعف، فلم يَكُنْ بعد الضعف الأول إلا امتناع الجوازِ، وهذا أصل يدور في العربية: إذا كان سبب يضْعُفُ لأجله الحكمُ، ثم حدثَ سببٌ آخرُ يَضْعُفُ لأجله؛ امتنع الحكمُ؛ لاجتماع سببي الضعف؟
ولِمَ جاز: فعلتَ أنتَ وزيدٌ، ولم يَجُزْ: مررتُ بك أنت وزيدٍ؟ وهل ذلك لأن المجرور أشد اتصالاً؛ من أجل أنه مع الأول بمنزلة اسمً واحد إذا عاقب التنوين الذي هو بهذه المنزلة، و (فَعَلْتَ) جملة ليس الضمير بمُتممٍ فيها للفعلِ، وإنما هو مُشبهٌ بالمتممِ، مع أن (أنت) لا يُعْتدُ به في المجرورِ؛ لأنه ليس منفصلٌ، فهو بمنزلة مالم يُذكَرْ
؛ لأنه إنما يُستعارُ للتأكيد في معني المخاطب، ولا يُظهر حال الضمير المتصل كإظهار (أنت) للضمير المتصل في: فَعَلْتَ؛ إذ يُظهِرُ أنه للمخاطبِ وأنه للمرفوعِ؟ .