ولِمَ جاز: أعطيتُكُمْ ذاك، مع الظاهر، وأعطيتُكُمُوه، مع المُضمر؟ وهل ذلك لأن كراهة وقوع الواو طرفاً في الاسم قد زالت؛ إذ قد صار الضميرُ المتصل هو آخر الفعلِ، مع تشبيه بغيره مما يرده الإضمار إلى أصله، مع أن الاستخفاف الذي كان مع الظاهر الذي هو أكثر وأحقُ بالتخفيف قد زال؛ فلهذا كان القياسُ: أعطيتُكُمُوه، بالرد إلى الأصلِ، وصار ما حُكِي عن بعض العربِ -[و] هو قولهم: أعطيتُكُمْهُ- شاذاً في القياسِ؟ ولِمَ جاز: أعطيتُكُم اليوم، بالضم، ولم يَجُزْ بالكسر على أصلِ الحركة لالتقاء الساكنين؟ وهل ذلك لأنه رد إلى الأصل مع إتباعِ الضم الضم؟ .
ولِمَ قَبُح: فَعَلْت نَفْسُك، حتى تقول: أنت نفسك؟ ولِم أدخل هذا في هذا الباب؟ وهل ذلك لأن الأصل أن يُؤكدَ الظاهرُ بالظاهرِ، والمنفصل بمنزلة الظاهر، ورده التأكيدُ بالنفس إلى الأصل، وهو المنفصلُ، فهو يُشبه هذا الباب بالرد إلى الأصل؟
/66 أولم حَسُنَك فعَلْتَ أنت نفسك، ولم يَحسُنْ: فعلت نفسك؟ وهل ذلك لأن النفس لم يتمكن في التأكيد؛ إذ يجري على طريق اسم الجنس في كثير من الكلام، كقولك: نَزلْتُ بنفس الجبل، وإن نفس الجبل مقابلي، فكثُر كونها تلي العاملَ، فاحتاجت إلى التأكيد بالمنفصل؟ .