أحدهما المناسبة بين علامات المضمر من ثلاثة أوجهٍ:

أحدها: الاشتراك في الإضمار.

والثاني: البيان عن المخاطب من المتكلم من الغائب.

والثالث: أنها كلها مبنيةٌ، وإن كان فيها دليلٌ على وجوه الإعراب، فإنها تنحط عن منزلة ما فيه الإعراب.

فأشعر بهذه المناسبة بينها بإيقاع بعضها موقع بعضٍ من غير إخلالٍ بالمعنى، ولا يجوز أن يطرد مثل هذا؛ لأن الأصل أحق به؛ لأن الأصل أحق به؛ إذ كان ليس فيه إلا ما بينا من الإشعار والإيجاز.

واختلفوا في موضع الكاف:

فذهب الخليل ويونس وسيبويه إلى أنها في موضع جر.

وذهب الأخفش وبعض النحويين المتقدمين وابن السراج إلى أنها في موضع رفعٍ، وإنما أوقعت علامة المجرور موقع علامة المرفوع لما بينا على طريقة الاستعارة، كما يقع المصدر موقع الحال في قولهم: إنما أنت /63 ب سيراً سيراً، وكما يقع المصدر المعرف في:

(أرسلها العراك ... )

موقع الحال، وكل ذلك على طريق الاستعارة، ويستحيل أن يكون على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015