وقوله جل وعز: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى} [سبأ: 24]، فهذا لا يصلح فيه إلا المنفصل؛ لأنه على حرف العطف، وليس بعاملٍ.

ويجوز: إنا إياكم، ولا يجوز مثل ذلك في: ضربناكم؛ لقوة عمل الفعل، وضعف عمل الحرف.

وتقول: إني وإياك منطلقان، فلا يصلح إلا /55 ب بالمنفصل؛ لأن الواو ليست عاملةً.

وتقول: ما رأيت إلا إياك؛ لأنك لو أتيت بالمتصل؛ انقلب المعنى في مثل قولك: ما رأيتك، فيصير على نفي رؤيته، والمعنى على إثباتها، وفي التنزيل: {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 67]، فلا يكون مثل هذا إلا بالمنفصل.

وقال الشاعر:

(مبرأ من عيوب الناس كلهم ... فالله يرعى أبا حرب وإيانا؟ )

فهذا بمنزلة: ضربت زيداً وإياك، وقد بينت لك أن: إياك ضربت، أقوى من هذا؛ لأن هذا ليس فيه إلا الاتساع، والتقديم في صدر الكلام فيه ترتيب الأنبه في الموضع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015