وتقول: لا مثله رجلا، على: لي مثله غلاما، فتجعله تمييزا؛ لأن الأول مبهم، كأنه قال: لي مثله من الغلمان، ويحسن أن يستفهم إذا قال: لي مثله، فيقال: من أي شيء؟ ؛ ليتبين هذا المبهم، فيقول: من الغلمان، أو من الرجال، أو من الفرسان.
وقال ذو المرمة:
(هي الدار إذ مي لأهلك جيرة ... ليالي لا أمثالهم لياليا)
فنصب على التمييز، كأنه قال: لا أمثالهن من الليالي.
و(لا رجل) في موضع اسم مبتدأ، ودليله قول العرب: لا رجل أفضل منك، وأنه نقيض: إن رجلا، على الإيجاب، فيقول المجيب: لا رجل.
ولس كذلك سبيل: رب رجل؛ لأن (رب) حرف إضافة، وحرف الإضافة لا يكون إلا مبنيا على الفعل العامل فيه.
وتقول: بحسبك قول السوء، وتزيد الباء في المبتدأ كما تزاد في الفاعل من قولهم: كفى بالله؛ لأن الإحساب موضع مبالغة وتأكيد؛ لأن كفاية من كل جهة، وهو على طريق النادر لنادر المعنى، وإنما كان تأكيدا للإضافة؛ إذ تحصل إضافة المعنى من وجهين:
أحدهما: ما يجب من إضافة الفعل إلى الفاعل؛ لاختصاصه به.
والآخر: ما يجب بحرف الإضافة.
وكذلك انعقاد المبتدأ بالخبر بحق ماله من هذه الجهة، والآخر من جهة حرف الإضافة، فانعقاد المعنى بغيره في هذا من وجهين:
أحدهما: بحق ما يجب للمبتدأ.