ولا يجوز أن تكون اللام مقحمة إلا في الموضع الذي يقوى فيه التغيير كالنفي والنداء؛ لأن إقحامها إنما يجب لها بحق الشبه، لا بحق الأصل؛ وذلك أن الإضافة التي بحق الأصل توجب معنى خلاف معنى الإضافة التي بحق الشبه، وما كان بحق الشبه فإنما اللفظ فيه على الإضافة، والمعنى على الانفصال فلما كان الشبه يقوى في الموضع الذي يقوى فيه التغير؛ أوجب الحكم ولما كان الشبه يضعف في غير ذلك الموضع؛ لم يوجب حكما.
وإنما قوي الشبه في الموضع الذي يقوى فيه التغيير؛ لأنه موضع يطلب فيه التغيير؛ للشبه، فيظهر في الموضع الذي يطلب فيه، ويخفى في الموضع الذي لا يطلب فيه؛ لأنه ليس من مواضع التغيير.
واللام المقحمة هي الزائدة لزيادة البيان على طريقة التأكيد، والنية بها