كم نالني منهم فضلا على عدم … إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل (?)

وإن شاء رفع فجعل كم المرار التي ناله فيها الفضل، فارتفع الفضل ب (نالني) كقولك: كم قد أتاني زيد، فزيد فاعل وكم مفعول فيها وهي المرار التي أتاه فيها.

وليس زيد من المرار، وقد قال بعض العرب.

كم عمة لك يا جرير وخالة … فدعاء قد حلبت علىّ عشار

وقال الآخر:

كم قد فاتني بطل كميّ … وياسر فتية سمح هضوم (?)

فجعل (كم) مرارا كأنه قال: كم مرة قد حلبت علي عماتك.

وقال ذو الرمة ففصل بين الجار والمجرور:

(كأنّ أصوات من أيغالهنّ بنا … أواخر الميس أصوات الفراريج (?)

وقد يجوز في الشعر أن تجر وبينها وبين الاسم حاجر: فتقول: كم فيها رجل.

كما قال الأعشى:

إلا علالة أو بداهة قارج بهذا الجزارة (?)

فإن قال قائل: أضمر (من) بعد (فيها) قيل له ليس في كل موضع يضمر الجارّ، ومع ذلك إن وقوعها بعد (كم) أكثر.

وقال: يجوز على قول الشاعر:

كم بجود مقرف نال العلا … وكريم نجله قد وضّعه (?)

الجر والرفع والنصب على ما فسرنا. كما قال:

كم فيهم ملك أغر وسوقة … حكم بأردية المكارم مرتدي (?)

وقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015