من يك ذا بتّ فهذا بتّي … مقيّظ مصيف مشتىّ (?)
سمعناه ممن يروي هذا الشعر من العرب يرفعه)
والوجهان الآخران من الرفع:
أحدهما: أن يجعل عبد الله معطوفا على هذا كالوصف، وهو عطف البيان فيصير كأنه قال: عبد الله منطلق، فيكون- أيضا- بدلا من هذا في هذا الوجه.
والوجه الثاني: أن يكون منطلق بدلا من زيد فيكون التقدير: هذا منطلق، وتقديره:
هذا زيد رجل منطلق، فيبدل رجل من زيد ثم تحذف الموصوف وتقيم الصفة مقامه، فيصير: هذا منطلق، وهو بدل نكرة من معرفة، كما قال تعالى: بِالنَّاصِيَةِ * ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ. (?)
فهذه أربعة أوجه في الرفع.
قال: (وأمّا قول الأخطل:
ولقد أبيت من الفتاة بمنزل … فأبيت لا حرج ولا محروم (?)
فزعم الخليل: أن هذا ليس على إضمار (أنا) ولو جاز على إضمار (أنا) لجاز:
كان عبد الله لا مسلم ولا صالح، على إضمار (هو).
ولكنه فيما زعم الخليل على قوله: (فأبيت) بمنزلة الذي يقال له: لا حرج ولا محروم، ويقويه في ذلك قوله:
على حين أن كانت عقيل وشائظ … وكانت كلاب خامري أمّ عامر) (?)
هجا هذا الشاعر عقيلا وكلابا، فأمّا عقيل فجعلهم وشائظ واحدهم: وشظ، والوشظ: الخسيس، والوشيظ: الزائد في القوم الملزّق بهم.
قال جرير يهجو التّيم:
يخزى الوشيظ إذا قال الصّميم لهم … عدّوا الحصى ثم قيسوا بالمقاييس (?)