جمع السلامة، فيقال: معور ومعورون. وأعور، لا يجمع جمع السلامة، وناب ما يجري على الأول أن يجمع جمع السلامة.

فقال سيبويه: (إن أعور إن كان لا يجمع جمع السلامة، فقد أجروا واحده على الأول على تأويل المعور إذا رفع به واحد، وكذلك إذا رفع به اثنان أو جماعة).

ومعنى قول سيبويه: وتقول: مررت برجل أعور آباؤه كأنك تكلمت به على حد أعورين، ولم يتكلم به كما توهموا في هلكى ومرضى وموتى أنه فعل بهم أن ما كان من الجمع على (فعيل) إنما يكون لما كان مبنيا على فعل ما لم يسمّ فاعله، والاسم منه (فعيل) كقولهم: جريح وقد جرح، وصريع وقد صرع، وقتيل وقد قتل، والجمع: جرحى، وصرعى، وقتلى.

ثم قالوا: في جمع أشياء ليس اسمها على فعيل ولا الفعل منه على فعل منها: هالك وهلكى، ففعله: هلك، ومرضى الفعل منه: مرض على لفظ ما سمي فاعله.

وكذلك موتى ومات يموت، وليس مما لم يسم فاعله واسمه: ميّت على فعيل، فتقدير: أعورين وإن لم يتكلم به كتقدير: هلك فهو هليك، ومرض فهو مريض حتى يصح أن يكون جمعه: هلكى ومرضى وإن لم يتكلم به.

وقال الكوفيون في قوله: الأصم كعوبه، فوحد الأصم به وجمع الكعوب لأن الكعوب جرى مجرى الواحد، لأن مثاله مثال الواحد، كما أن الصعود والنزول وما أشبه ذلك، وهذا لا يبطل به ما احتج لأنّا لو أجرينا كعوبا مجرى الواحد لأن له مثالا في الواحد، لجاز أن تقول: كعوبها أصم، وهذا لا يقوله أحد، فلا بدّ من حمل الأصم على معنى اسم الفاعل، كأنّا قلنا: الصلب كعوبه، أو الشديد وإذا ثنينا أعور ونحوه، فالاختيار عند سيبويه الرفع على الابتداء والخبر، فيقال: مررت برجل أحمران أبواه، إلا في قول من قال: أكلوني البراغيث، وضرباني أخواك، فإنه يقول: أحمرين أبواه، ويجري أحمرين مجرى محمّرين، ويجري محمرين مجرى محمّران وأحسن من قولك: مررت برجل أعورين أبواه، ومررت برجل أعور آباؤه، أن تقول: مررت برجل صمّ قومه، ومررت برجل حسان قومه، وعور قومه وذلك أن هذا جمع مكسّر لا يجري مجرى الفعل المجموع اللفظ فيكون بمنزلة: حسنين قومه على لغة من قال: أكلوني البراغيث، فإذا لم يجر مجرى الفعل المجموع صار حكمه حكم الواحد فاجتمع فيه لفظ الجمع وحكم الواحد، فكأنه نقل من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015