الباب، وأنا أفسر جملة هذا الباب مع ذكر قول يونس.

قال سيبويه: (ومثل " خمستهم " في الكلام قول الشاعر، وهو الشّمّاخ:

أتتني سليم قضّها بقضيضها … تمسّح حولي بالبقيع سبالها) (?)

قال أبو سعيد: هذا البيت في النّسخ منسوب إلى الشماخ، وهو لأخيه مزرّد والنحويّون يروونه في الاستشهاد منصوب اللام من سبالها، وهي مرفوعة أولها في شعره:

أتتني خفاف قضّها بقضيضها … تمسّح حولي بالبقيع سبالها

يقولون لي احلف قلت لست بحالف … أخادعهم عنها لعلّي أنالها

ففرّجت غمّ الموت عني بحلفة … كظهر الجواد يردّ عنها جلالها (?)

وقد استعمل " قضّها بقضيضها " على وجهين:

منهم من ينصبه على كلّ حال؛ فيكون بمنزلة المصدر المضاف المجعول في موضع الحال كقولك: مررت به وحده وفعلته جهدك وطاقتك.

ومنهم من يجعله تابعا لما قبله في الإعراب فيجريه مجرى كلّهم، فيقول: أتتني سليم قضّها بقضيضها، ورأيت سليما قضّها بقضيضها، ومعناها: أجمعين، أو كلهم، وهو مأخوذ من القضّ وهو الكسر، وقد يستعمل الكسر في معنى الوقوع على الشيء بسرعة، كما يقال: عقاب كاسر، وكأن معنى قضّهم: انقضّ بعضهم على بعض وتجمعوا.

هذا باب ما يجعل من الأسماء مصدرا كالمصدر الذي فيه الألف واللام نحو: العراك

(وهو قولك: مررت بهم الجمّاء الغفير، والناس فيها الجمّاء الغفير، فهذا ينتصب كانتصاب العراك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015