قال الشاعر وهو حاتم:

وأغفر عوراء الكريم ادّخاره … وأعرض عن شتم اللئيم تكرّما (?)

وقال النابغة:

وحلّت بيوتي في يفاع ممنّع … يخال به راعي الحمولة طائرا

حذارا على أن لا تصاب مقادتي … ولا نسوتي حتى يمتن حرائرا (?)

وقال الحارث بن هشام:

فصفحت عنهم والأحبة فيهم … طمعا لهم بعقاب يوم مفسد (?)

وقال العجّاج:

يركب كلّ عاقر جمهور … مخافة وزعل المحبور

والهول من تهوّل الهبور (?)

وفعلت ذاك أجل كذا وكذا، فهذا كله ينتصب؛ لأنه مفعول له كأنه قيل له: لم فعلت كذا وكذا فقال: لكذا وكذا لمّا طرح اللام عمل فيه كما عمل في " دأب بكار " ما قبله حين طرحت مثل وكان حالا تعني دأب بكار).

قال أبو سعيد: اعلم أنّ المصدر المفعول له إنّما هو السبب الذي له يقع ما قبله وهو جواب لقائل قال له: لم فعلت كذا؟ فيقول: لكذا وكذا، كرجل قال لرجل: لم خرجت من منزلك؟ فقال: لابتغاء رزق الله، أو قال له: لم تركت السوق؟ فقال للخوف من زيد ولحذار الشرّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015