قال أبو سعيد: يريد: أي ذكرت هذا المحذوف منه الفعل المذكور خيرا وهو من قولك:

" هذا ولا زعماتك "، إلى الموضع الذي انتهينا إليه ليمثل باب إياك وما اتصل به، وقولهم: ما رأيت كاليوم رجلا، تقديره: ما رأيت كرجل أراه اليوم رجلا.

قال: ومثل ذلك قول القطامي:

فكرّت تبتغيه فصادفته … على دمه ومصرعه السّباعا (?)

ومثله أيضا:

لن تراها ولو تأمّلت إلّا … ولها في مفارق الرّأس طيبا (?)

وإنما نصب هذا لأنه حين قال:

فصادفته، وقال: لن تراها فقد علم أنّ السباع والطّيب قد دخلا في الرؤية والمصادفة، وأنهما قد اشتملا على ما بعدهما في المعنى، ومثل ذلك قول عمرو بن قميئة:

تذكّرت أرضا بها أهلها … أخوالها فيها وأعمامها

لمّا رأت ساتيدما استعبرت … لله درّ- اليوم- من لامها (?)

وقال: إن الأخوال والأعمام قد دخلوا في التذكر، قال: ومثل ذلك فيما زعم الخليل:

إذا تغنّى الحمام الورق هيّجني … ولو تغرّبت عنها أمّ عمّار (?)

قال الخليل: لما قال: هيجني، عرف أنه قد كان تذكر لتذكره الحمام وتهيجه إياه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015