وكذلك " اللذان " يقال فيهما: " اللّذا " تخفيفا واختصارا؛ لطول الاسم مع الصلة.
قال الأخطل:
أبني كليب إنّ عمّيّ اللّذا … سلبا الملوك وفكّكا الأغلالا (?)
وقال الأشهب ابن رميلة (?):
وإن الّذي حانت بفلج دماؤهم … هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد (?)
أراد " إن الذين "، والدليل على ذلك قوله: " دماؤهم "، فجعل العائد جمعا، فلما جاز في " الذي واللّذين والّذين " من الحذف والتخفيف ما ذكرنا من غير إضافة، جاز في الألف واللام التي في معناها حذف النون من غير إضافة.
" والنطف والنكف " جميعا الدنس والعار، وما يعاب به فاعلمه.
قال: وإذا قلت: " هم الضاربوك " و " هما الضارباك " فالوجه فيه الجرّ؛ لأنك إذا كففت النون من هذه الأسماء في المظهر كان الوجه الجر، إلا في قول من قال:
" الحافظو عورة العشيرة ".
قال أبو سعيد اعلم أن سيبويه يعتبر المضمر بالمظهر في هذا الباب فيقول: الكاف في الضاربوك والضارباك في موضع جر؛ لأنك لو قلت: " الضاربو زيد " جررت، وهذا هو الاختيار.
ويجوز أن يكون في موضع نصب لأنك تقول: " الضاربو زيدا " على من قال:
" الحافظو عورة العشيرة " وإذا قلت: " هم ضاربوك " فالكاف في موضع جر لا غير؛ لأنك تقول: " هم ضاربو زيد " لا غير.
وكان " الأخفش " يجعل الكاف في موضع نصب على كل حال، وحجته في ذلك