قال سيبويه: (ولكنه قد يجوز في الشعر، وهو ضعيف في الكلام. قال أبو النجم العجلي.

قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي … عليّ ذنبا كلّه لم أصنع) (?)

فهذا ضعيف، وهو بمنزلته في غير الشعر؛ لأن النصب لا يكسر الشعر ولا يخل به.

قال: (فترك إضمار الهاء، فكأنه قال: كله غير مصنوع).

قال أبو سعيد: يعني أن إضمار الهاء إذا قلت: " زيد ضربت " هو قبيح ومع قبحه هو جائز في الكلام. قال: والدليل على جوازه في الكلام، أن الشاعر لو قال: " كله لم أصنع " لاستقام البيت ولم ينكسر، فلم تدعه الضرورة من جهة الشعر إلى رفعه فعلم بذلك جوازه في غير الشعر.

وكان الفراء يجيز " كلهم ضربت "، ولا يجيز " زيد ضربت ".

قال: لأن معنى " كلهم ضربت " معنى الجحد، كأنه قال: " ما منهم أحد إلا ضربت ". وليس هذا بحجة؛ لأن كل موجب

يتهيأ رده إلى الجحد، فيمكن للقائل أن يقول: " زيد ضربت "، معناه: " ما زيد إلا قد ضربت، وما زيد إلا مضروب ".

وقد أنشد سيبويه مع القياس الذي ذكرناه أبياتا منها:

(قول امرئ القيس:

فأقبلت زحفا على الرّكبتين … فثوب لبست وثوب أجرّ) (?)

لم يقل أجره ولم ينصب الثوب.

(وقال النمر بن تولب: وسمعناه من العرب ينشدونه:

فيوم علينا ويوم لنا … ويوم نساء ويوم نسرّ) (?)

أراد: يوم نساء فيه، أو نساؤه، فأضمر الهاء، ولم ينصب يوم فهو بمنزلة قولك:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015