و " الأب " مرتفع بفعله فكأنك قلت: " ليس زيد بقائم أبوه "، فجاز؛ لأنه من سبب " زيد ".

فتأول سيبويه في البيت تأويلا أخرجه إلى مثل هذا فأجاز: " ولا قاصر عنك مأمورها ".

وذلك أنه جعل منهي الأمور بمنزلة الأمور؛ إذ كان البعض قد يجوز أن يجرى مجرى ما أضيف إليه، فجعل منهي الأمور إذ كان بعضها بمنزلة الأمور. فكأنه قال: " ليس بآتيك الأمور، ولا قاصر عنك مأمورها "، و " مأمورها " من سبب الأمور. وقد جعل المنهي كأنه هو الأمور، فقد صار المأمور من سبب المنهي.

ثم استشهد لجعله منهي الأمور بمنزلة الأمور بقول جرير:

إذا بعض السّنين تعرّقتنا … كفى الأيتام فقد أبي اليتيم (?)

وقد مر البيت.

قال: ومثل ذلك قول النابغة الجعدي:

فليس بمعروف لنا أن نردّها … صحاحا ولا مستنكرا أن تعقّرا (?)

الرفع والنصب في " مستنكر " مثلهما في " ولا قاصر عنك ... ".

وأما الخفض على مذهب سيبويه فعلى تأويل أن يجعل الثاني من سبب الأول:

وذلك أن قوله: " فليس بمعروف لنا أن نردها " يريد: ردها. أي: رد الخيل. وقبله.

وننكر يوم الرّوع ألوان خيلنا … من الطّعن حتى نحسب الجون أشقرا (?)

فإذا قال: " فليس بمعروف لنا رد الخيل "، جاز أن تجعل رد الخيل بمنزلة الخيل.

كما قال:

(طوال الليالي أسرعت في نقضي) (?)

والمعنى: الليالي أسرعت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015