" تنوء بالعصبة " أي تنيئها، كما تقول: " ذهب بزيد " و " أذهبه "، وكذلك: " ناء به " و " أناءه ".

ومعنى هذا عند الفراء: تثقل العصبة وتميلهم من ثقلها. ويقال في قول القائل:

" ساءك وناءك " ومعنا: " أناءك "، وأتبعه " ساءك "، كما يقال: " هنأني الطّعام ومرأني " إتباعا.

وإذا أفردوه قالوا: أمرأني.

ومن ذلك تأخير المضاف إليه عن موضعه الذي ينبغي أن يكون عليه من مجاورة المضاف بلا فصل، كقولك: " غلام زيد " و " ضارب بكر ". فإذا اضطرّ شاعر جاز أن يفصل بينما بالظروف وحروف الجر، فتشبهها بإن وأخواتها، حيث فصل بينها وبين أسمائها بالظروف فقط.

قال الشاعر ذو الرمة:

كأن أصوات من إيغالهنّ بنا … أواخر الميس أصوات الفراريج (?)

أراد: كأن أصوات أواخر الميس من إيغالهن بنا.

وقال أبو حية:

كما خطّ الكتاب بكفّ يوما … يهوديّ يقارب أو يزيل (?)

أراد: بكف يهودي يوما. وقال آخر:

لما رأت ساتيدما استعبرت … لله درّ اليوم من لامها (?)

أراد: لله در من لامها اليوم.

وقالت امرأة من العرب:

هما أخوا في الحرب من لا أخا له … إذا خاف يوما نبوة فدعاهما (?)

ولا يجوز هذا عند البصريين إلا في الظروف. وقد أنشد فيه ما لا يثبته أهل الرواية وهو:

فزججتها بمزجّة … زجّ القلوص أبي مزاده (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015