ومن ذلك: حذف الضمّة والكسرة في الإعراب: كقولهم: " قام الرّجل إليّك "، وذهبت جاريتك و " أنا أذهب إليه ". وكان سيبويه يجيز هذا، وأنشد فيه أبياتا، وأنشد غيره أيضا ممن يوافقه على هذا الرأي؛ فمما أنشد سيبويه في ذلك قول امرئ القيس:

فاليوم أشرب غير مستحقب … إثما من الله ولا واغل (?)

فسكّن الباء من " أشرب ". والوجه أن يقول: " أشرب " بالرفع.

وقال أبو نخيلة:

إذا اعوججن قلت صاحب قوّم … بالدّوّ أمثال السّفين العوّم (?)

ولم يقل: " صاحب "، ولا " صاحب "، وهما الوجه.

وقال:

وأنت لو باكر مشمولة … صهباء مثل الفرس الأشقر

رحت وفي رجليك ما فيهما … وقد بدا هنك من المئزر (?)

وقال: " هنك " وسكّن النون.

وقال لبيد:

ترّاك أمكنة إذا لم أرضها … أو يرتبط بعض النّفوس حمامها (?)

وقال جرير:

ما للفرزدق من عزّ يلوذ به … إلا بنو العمّ في أيديهم الكرب

سيروا بني العّمّ فالأهواز منزلكم … ونهر تيري فما تعرفكم العرب (?)

والوجه: " فما تعرفكم ".

قال سيبويه: " شبهوا هذه الضّمّات والكسرات المحذوفة بالضمة من عضد، والكسرة من فخذ، حين قالوا: عضد وفخذ، غير أن حذفها من عضد وفخذ حسن مطّرد في الشّعر والكلام جميعا؛ من قبل أنّه لا يزيل معنى ولا يغيّر إعرابا، وفيما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015