ومما يشبه هذا قوله:

كفّاك كف ما تليق درهما … جودا وأخرى تعط بالسّيف الدّما

أراد: تعطي، فحذف الياء واكتفى بالكسرة منها.

وأما قوله:

اضرب عنك الهموم طارقها … ضربك بالسّوط قونس الفرس (?)

فإن الخليل يقول في هذا: إنّه حذف النون الخفيفة منه؛ أراد " اضربا عنك ". فحذف النون لأنها زائدة، وحذفها لا يخلّ بمعنى، ولا يدخل شيئا في غير بابه، كما ذكرنا في حذف الياء والواو من هاء الضمير. وقال الفرّاء: أراد: اضرب عنك. فكثر السواكن، فحرك للضرورة، فهذا على قول الخليل من باب الحذف، وعلى قول الفرّاء من باب الزيادة.

ومما يشبه الترخيم قول الشاعر:

أو راعيان لبعران لنا شردت … كي لا يحسّان من بعراننا أثرا (?)

أراد: " كيف لا يحسّان ". ولا يجوز أن يكون في معنى: " كي "؛ لأن الراعيين لم يفعلا شيئا كيلا يحسّا أثرا من البعران.

ومن ذلك حذف الفاء في جواب الشرط كقولك: " إن تأتني أنا أكرمك " تريد:

فأنا أكرمك.

قال الشاعر:

يا أقرع بن حابس يا أقرع … إنّك إن يصرع أخوك تصرع (?)

أراد: فتصرع. وقال آخر:

من يفعل الحسنات الله يشكرها … والشّرّ عند الله مثلان (?)

أراد: فالله يشكرها.

وإنما كانت الفاء واجبة هاهنا؛ لأن جواب الشرط متى كان جملة أو فعلا مرفوعا لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015