شرح كتاب سيبويه (صفحة 2085)

وذلك لا أقضي وهو يقضي ويغزو ".

وإنما كان كذلك لأنه لا تنوين فيها، وربما حذفوا من بعض الأفعال مما يكثر في كلامهم، ولا يقاس عليه، قالوا: لا أدر، ولا يقولون: لا أرم، كما قالوا: لم يك زيد، ولا يقولون: لم يه زيد، ولا لم يص زيد في معنى لم يهن زيد، ولم يصن زيد.

قال: " ولا يقولون: لم يك الرجل " لأنها إذا لقيها ألف ولام أو ألف وصل تحركت النون فخرجت عن شبه حروف المد واللين كقوله عز وجل: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا (?)، وهذا هو المعروف، وقد ذكر أبو زيد في نوادره شعرا نسبه

إلى حسيل بن عرفطة، وقال أبو حاتم: وهو جاهلي:

لم يك الحق عليّ أن هاجه … رسم دار قد تعفى بالسّرر

وقال أبو حاتم: بالسّرر

غير الجدّة من عرفانها خرق … الريح وطوفان المطر (?)

وهذا شاذ.

قال: " وجميع ما لا يحذف في الكلام وما يختار فيه ترك الحذف مما ذكرنا يجوز حذفه في الفواصل والقوافي، فالفواصل قول الله عز وجل: (والليل إذا يسر) (?) و (ذلك ما كنا نبغ) (?) و (يوم التناد) (?) و (الكبير المتعال) (?) ".

إنما يريد بالفواصل، رؤوس الآي ومقاطع الكلام، والأسماء في الحذف أولى من الأفعال، والحذف فيها أقوى لأنها يلحقها التنوين في الكلام فيحذف منها الياء.

" وأما القوافي فنحو قول زهير:

وأراك تفري ما خلقت … وبعض القوم يخلق ثم لا يفر (?)

فيحذف الياء من يفر للقافية.

قال: " وإثبات الياءات والواوات أقيس الكلامين، وهذا جائز عربي كثير ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015